ريادة الأعمال هي كلمة واسعة المدى فهي تعنى بشكل عام الإدارة لمشروع ما بهدف الربح منه، فهي تشمل تأسيس الأعمال والمشاريع المُختلفة لبناء عمل جديد يُحقق ربح مُعين، وتلك هي مهارة أن تُدير مشروع وتُحقق نجاح و أرباح، فريادة الأعمال تخلق أحلام وطموحات أكبر ليُحققها رائد الأعمال بمهاراته الإدارية وخبرته في العمل، فريادة الأعمال تعتمد علي رأس المال وكذلك الموارد المُتاحة للحصول علي ربح من مشروع جديد.
كيف نشأت ريادة الأعمال؟
تعود ريادة الأعمال إلي نظرية احتكار القلة وكان فيها الرياديون يقومون بحساب الأسعار والكميات للمُنتجات المُختلفة المنتجة وبالتالي معرفة كم الربح المُتوقع وكذلك الخسارة والتكلفة وكذلك أخذ أي قرارات مُناسبة لهذه المُنتجات، حيث نظر الاقتصادي ماركس إلي رواد الأعمال أنهم مُغيرين في الاقتصاد بشكل فعال جدًا، فريادة الأعمال تظهر لنا المُبدعين دائما وكذلك المُبتكرين في مجال الأعمال والإدارة.
تم تعريف مفهوم ريادة الأعمال في أوائل القرن العشرين الميلادي بعد ظهور كثير من النظريات والتفسيرات الهامة لمفهوم وفكرة ريادة الأعمال و يرجع الفضل في هذا لكثير من العلوم التي تأثرت بها ريادة الأعمال مثل علوم التسويق والاجتماع وعلوم النفس وعلوم الإدارة وعلوم الاقتصاد وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تعريف ريادة الأعمال بشكل فعلي في القرن العشرين وانتشار المفهوم بشكل واسع في الثمانينات والتسعينات، وكذلك تم تعريف ريادة الأعمال في الاقتصاد السياسي بأنها عملية أو أسلوب يوفر إطار لكيفية تحويل الفكرة العظيمة إلي عمل تجارى عظيم مرورًا بكافة مراحل الإنشاء والنمو والتأسيس بشكل غير تقليدي وفعال. لتحقيق ربح حقيقي ومُستمر.
وتُساهم ريادة الأعمال في تنمية الاقتصاد بشكل كبير حيث تأثرت بكثير من المدارس الفكرية في علوم الإدارة والتي جعلتها مُتنوعة بين الابتكار والابداع وتحقيق الربح أيضًا.
من هو رائد الأعمال؟
من المعروف عن أي رائد أعمال أنه دائما ما يُعارض المُدراء الخاصين به حيث أنه لا يقبل دائمًا أن يتبع الطرق المعروفة والأقل عُرضة للمخاطر، بل أنه يُحب المُخاطرة دائمًا علي أمل تحقيق طموحاته الكبيرة، وقد عرف ووصف ديفيد ماكليلاند رائد الأعمال بأنه ” شخصية تحركه الحاجة لإنجاز شيء ورغبة شديدة في إضافة شيء للحياة”، بينما وجد المُفكر كول أن رواد الأعمال ينقسموا إلي أربع أنواع وهم إما مُبتكر أو المُبتكر المجمع أو المروج شديد التفائل أو مؤسسو المُؤسسات وهي أنواع ليس لها علاقة بشخصية رائد الأعمال بل أنها توضح العلاقة بين رائد الأعمال والفرص التي يُواجها أثناء رحلته.
أهم صفات رائد الأعمال
يتسم رائد الأعمال بالعديد من الصفات الرائعة، فهو قادر علي إدارة الوقت إدارة مُحكمة فهو ينطلق من خلال شبكة الأولويات حيث أنه يقضي أنشطته اليومية في مُربع الأزمات وكذلك مُربع المُستقبل، كما يمتلك رائد الأعمال هدف وطموح تجعله قوي بما يكفي لبناء شركة قوية، ويضع رائد الأعمال استراتيجية أمامه لتحويل حلمة إلي واقع ملموس بإصرار وعزيمة من خلال رؤيته الشاملة لكيفية تحقيق هذا الهدف هو حقًا يتسم بالمرونة والإصرار لتحقيق ذلك.
“مربع الأزمات والمٌستقبل: يعنى يقضى وقته في حل الأزمات والتفكير في المُستقبل”
ويتمتع رائد الأعمال بالمُثابرة والصبر في تحمل الأزمات التي تواجه دائمًا فنجده يدخل في الأزمات بكُل حكمة وفي النهاية يخرج لنا مُحلًا لها، فالانضباط حليفة في الوقت والعمل، فهو يُحسن إستغلال وقته أحسن إستغلال سواء كان هذا في تعلم أشياء جديدة يوميًا أو حتي التطلع لتنفيذ استراتيجيات جديدة تُحقق له طموحات أكثروأكثر، فهو شخص مُنضبط بطبعة وهذا ما يجعل موظفيه علي قدر كبير من المسؤولية أمامة لتحقيق كافة الأهداف المرجوه في العمل وتحقيق كُل طموحاتة وأحلامة.
ما هو دور رائد الأعمال؟
من أدوار رائد الأعمال أنه يكون سبب لخلق فرص عمل جديدة، فالقطاع الخاص هو أكبر موفر لفرص العمل حيث أن ملايين فرص العمل تقوم بتوفيرها المشاريع الخاصة مثل المصانع والشركات الصناعية المُتوسطة والكبيرة والتي بالطبع تحت إدارة رائد الأعمال وكُل ذلك بالطبع يصب في مصلحة الاقتصاد العام.
يبحث رائد الأعمال دائمًا عن تطوير كبير في عمله بل وإدخال نظم وتكنولوجيا واستراتيجيات جديدة ومُتطورة إلي عمله الخاص فهو يستقطب دائمًا المُميزين والمُبتكرين وهذا بدورة يُحدث تطويرًا كبيرًا بالصناعة المحلية فهو يُحقق فعليًا التواصل الخارجي مع العالم والذى من شأنه توفير تطوير مُستمر لا يفصلنا عن العالم.
طبيعية رائد الأعمال الابتكارية تجعله دائمًا يبحث عن مصادر جديدة للمواد الخاصة بعمله فهو لا يرضي أبدًا بالمواد التقليدية وهو من شأنه تقليل التكلفة أيضًا وبالتالي تحسن الاقتصاد بشكل كبير.
أهم مُميزات ريادة الأعمال
تأتي الميزة الأهم في مُميزات ريادة الأعمال أنها تؤثر وبشكل كبير في الاقتصاد، وليس هذا فقط فهي تُعتبر من استراتيجيات الإدارة الحديثة لدى رواد الأعمال، فعى تُعتبر عامل مُهم لاتخاذ القرارات الهامة والمصيرية في العمل، وكذلك تُقدم لنا ريادة الأعمال المُبدعين دائمًا وكذلك تحفيز المُبدعين والمُبتكرين، كما أنها تُساعد وبشكل كبير علي تحقيق النجاح علي مُستوي الأرباح علي المدى البعيد والقريب من خلال أساليب إدارية مُعينة، فهي تُنسق تنسيقًا كاملًا بين الجهود المبذولة والموارد المُتاحة وكذلك ما سوف يتم تحقيقه من عمليات انتاجية.
ما الهدف من ريادة الأعمال؟
بالطبع ريادة الأعمال لها أهداف عديدة فهي تسعي لتحقيق أهداف عملية كثيرة، فعلي سبيل المثال تُساعد علي تحسين المناخ العام لأي عمل، وكذلك تحفيز الموظفين والعاملين في المُنشئات من خلال المبادرات الخاصة بهم، تطبيق الاستراتيجيات الجديدة والتي تقوم بدورها بتطوير نظام العمل كُليًا للأفضل.
أشهر رواد الأعمال في قطر
في هذه الفقرة سنتعرف علي اثنين من أفضل رواد الأعمال في قطر ألا وهم الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني والسيد أكبر الباكر ونبذه عن انجازاتهم ونجاحاتهم لعل ذلك يكون حافز للكثير من رواد الأعمال الصغار الذين يمشون في طريق البداية.
أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني
حصل أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني علي بكالوريوس الهندسة البترولية وكذلك ماجستير في المجال ذاته من كلية إمبريال في بريطانيا، شغل منصب وزيرًا للاقتصاد والتجارة في قطر في وقت سابق وكذلك شغل منصب مُدير عام شبكة الجزيرة الاخبارية في عام 2011، قدم الكثير من التطويرات في شركة قطرغاز للتشغيل المحدود فبدأ مُهندساً وانتهى مُديراً ورئيساً لمجموعة الهندسة والمشاريع، كما حقق الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني انجازات كبيرة علي المُستوي الإداري بداية من إدارته لشبكة قنوات الجزيرة الاخبارية وهى صرح كبير انتهاءَ بإدارته وزارة الاقتصاد القطرية.
أكبر الباكر
شغل السيد أكبر الباكر منصب الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية في عام 1997، وكذلك له سابقة عمل في وزارة الطيران المدني في دولة قطر، عمل في فترة 10 سنوات من بداية تنصيبه في الخطوط الجوية القطرية علي إنشاء اسطول حديث وقوي من الطائرات وذلك بفضل تطبيقه خطه مُحكمة لتوسيع شبكة عمل الشركة حيث أنه حاصل علي بكالوريوس في الاقتصاد والتجارة.
مع تطوره الكبير وكفاءته أصبح الرئيس التنفيذي لمطار حمد الدولي والكثير من الشركات التابعة للخطوط الجوية القطرية وهي “القطرية للعطلات”، و”القطرية لخدمات الطيران”، و”الشركة القطرية للأسواق الحرة”، و”مطار الدوحة الدولي”، و”الشركة القطرية للتوزيع”، و”القطرية لرجال الأعمال”، و”فندق أوريكس روتانا”، و”الشركة القطرية لتموين الطائرات”.
ويعتبر كمثال كبير أمام الشباب لرائد الأعمال الناجح بل الخارق، فأكبر الباكر طور الكثير في الخطوط الجوية القطرية ويُعتبر الأب الروحي لها فجعلها من شركة كبيرة الى شركة عملاقة و إلى العالمية من خلال فلسفته الخاصة وإبداعه المشهود وكذلك إدارته الحكيمة، فهو قُدوة بالفعل لكُل رواد الأعمال الصغار للسير قًدمًا في الطريق الصحيح.